الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» **
هذا السوق فيما بين سوق الجملون الكبير وبين قيسارية الشرب الآتي ذكرها إن شاء الله تعالى عند ذكر القياسر. وباب هذا السوق شارع من القصبة ويُعرف بسوق الخشبة تصغير خشبة فإنه عُمل على بابه المذكور خشبة تمنع الراكب من التوصل إليه ويُسلك من هذا السوق إلى قيسارية الشرب وغيرها. وهو معمور الجانبين بالحوانيت المعدّة لبيع الكوافي والطواقي التي تلبسها الصبيان والبنات وبظاهر هذا السوق أيضًا في القصة عدّة حوانيت لبيع الطواقي وعملها وقد كثر لبس رجال الدولة من الأمراء والمماليك والأجناد ومن يتشبه بهم للطواقي في الدولة الجركسية وصاروا يلبسون الطاقية على رؤوسهم بغير عمامة ويمرّون كذلك في الشوارع والأسواق والجوامع والمواكب لا يرون بذلك بأسًا بعدما كان نزع العمامة عن الرأس عارًا وفضيحة ونوّعوا هذه الطواقي ما بين أخضر وأحمر وأزرق وغيره من الألفوان وكانت أوّلًا ترتفع نحو سدس ذراع ويعمل أعلاها مدوّرًا مسطحًا فحدث في أيام الملك الناصر رج منها شيء عرف بالطواقي الجركسية يكون ارتفاع عصبة الطاقية منها نحو ثلثي ذراع وأعلاها مدوّر مقبب وبالغوا في تبطين الطاقية بالورق والكتيرة فيما بين البطانة المباشرة للرأس والوجه الظاهر للناس وجعلوا من أسفل العصابة المذكورة زيقًا من فور القرض الأسود يقال له القندس في عرض نحو ثمن ذراع يصير دائرًا بجبهة الرجل وأعلى عنقه وهم على استعمال هذا الزيّ إلى اليوم وهو من أسمج ما عانوه ويشبه الرجال في لبس ذلك بالنساب لمعنيين أحدهما أنه فشا في أهل الدولة محبة الذكران ليستملن قلوب رجالهنّ فاقتدى بفعلهنّ في ذلك عامة نساء البلد. وثانيهما ما حدث بالناس من الفقر ونزل بهم من الفاقة فاضطرّ حال نساء أهل مصر إلى ترك ما أدركنا فيه النساء من لبس الذهب والفضة والجواهر ولبس الحرير حتى لبسن هذه الطواقي وبالغن في عملها من الذهب والحرير وغيره وتواصين على لبسها ومن تأمل أحوال الوجود عرف كيف تنشأ أمور الناس في عاداتهم وأخلاقهم ومذاهبهم. سوق الخلعيين هذا السوق فيما بين قيسارية الفاضل الآتي ذكرها إن شاء الله تعالى وبين باب زويلة الكبير وكان يعرف قيدمًا بالخشابين وعرف اليوم بالزقيق تصغير زقاق وعرف أيضًا بسوق الخلعيين كأنه جمع خلعيّ والخلعيّ في زماننا هو الذي يتعاطى بيع الثياب الخليع وهي التي قد لبست وهذا السوق اليوم من أعمر أسواق القاهرة لكثرة ما يباع فيه من ملابس أهل الدولة وغيرهم وأكثر ما يباع فيه الثياب المخيطة وهو معمور الجوانب بالحوانيت ويُسلك فيه من القصبة ليلًا ونهارًا إلى حارة الباطلية. وخوخة أيدغمش وغير ذلك وفي داخل القاهرة أيضًا عدّة أسواق وقد خرب الآن أكثرها. سويقة الصاحب هذه السويقة يسلك إليها من خط البندقانيين ومن باب الخوخة وغير ذلك وهي من الأسواق القديمة كانت في الدولة الفاطمية تعرف بسويقة الوزير يعني أبا الفرج يعقوب بن كلس وزير الخليفة العزيز بالله نزار بن المعز الذي تنسب إليه حارة الوزيرية فإنها كانت على باب داره التي عرفت بعده في الدولة الفاطمية بدار الديباج وصار موضعها الآن المدرسة الصاحبية ثم صارت تعرف بسويقة دار الديباج يعني دار الطراز يُنسج فيها الديباج الذي هو الحرير وقيل لذلك الموضع كله خط دار الديباج ثم عرف هذا السوق بالسوق الكبير في أُخريات الدولة الفاطمية فلما ولي صفيّ الدين عبد الله بن شكر الدميري وزارة الملك العادل أبي بكر بن أيوب سكن في هذا الخط وأنشأ به مدرسته التي تعرف إلى اليوم بالمدرسة الصاحبية وأنشأ به أيضًا رباطه وحمامه المجاورين للمدرسة المذكورة عرفت من حينئذ هذه السويقة بسويقة الصاحب المذكور واستمرّت تُعرف بذلك إلى يومنا هذا ولم تزل من الأسواق المعتبرة يوجد فيها أكثر ما يحتاج إليه من المآكل لوفور نِعَم من يسكن هنالك من الوزراء وأعيان الكتاب فلما حدثت المحن طرقها ما طرق غيرها من أسواق القاهرة فاختلت عما كانت وفيها بقية.سوق البندقانيين: هذا السوق يسلك إليه من سوق الزجاجين ومن سويقة الصاحب ومن سوق الأبزاريين وغيره وكان يعرف قديمًا بسوق بئر زويلة وكان هناك بئر قديمة تعرب ببئر زويلة برسم اصطبل الجميزة الذي كان فيه خيول الخلفاء الفاطميين من هذا الكتاب وموضع هذه البئر اليوم قيسارية يونس والربع الذي يعلوها وبقي منها موضع ركب عليه حجر وأعدّت لملْ السقائين منها فلما زالت الدولة واختط موضع اصطبل الجميزة الدور وغيرها وعرف موضع الاصطبل بالندقانيين قيل لهذا السوق سوق البندقانيين وأدركته سنة إحدى وخمسين وسبعمائة كما ذكر في خط البندقانيين عند ذكر الأخطاط من هذا الكتاب وفي هذه السوق كثير من أرباب المعاش المعدّين لبيع المأكولات من الشواء والطعام المطبوخ وأنواع الأجبان والألبان والبوادر والخبز والفواكه وعدّة كثيرة من صناع قسيّ البندق وكثير من الرسامين وكثير من بياعي الفقاع. فلما حدثت المحن بعد سنة ست وثمانمائة اختلّ هذا السوق خللًا كبيرًا وتلاشى أمره. سوق الأخفافيين: هذا السوق بجوار سوق البندقانيين يباع فيه الآن خفاف النسوان ونعالهنّ وهو سوق مستجد أنشأه الأمير يونس النوروزيّ دوادار الملك الظاهر برقوق في سنة بضع وثمانين وسبعمائة ونقل إليه الأخفافين بياعي أخفاف النساء من خط الحريريين والزجاجين وكان مكانه مما خرب في حريق البندقانيين فركب بعض القيسارية على بئر زويلة وجعل بابها تجاه درب الأنجب وبنى بأعلاها ربعًا كبيرًا فيه عدّة مساكن وجعل الحوانيت بظاهرها وبظاهر درب الأنجب وبنى فوقها أيضًا عدّة مساكن فعمر ذلك الخط بعمارة هذه الأماكن وبه إلى الآن سكن بياعي أخفاف النساء ونعالهنّ التي يقال للنعل منها سرموزه وهو لفظ فارسيّ معناه رأس الخف فإن سر رأس وموزه خف. سوق الكفتيين: هذا السوق يُسلك إلين من البندقانيين ومن حارة الجودرية ومن الجملون الكبير وغيره ويشتمل على عدّة حوانيت لعمل الكفت وهو ما تُطعَّم به أواني النحاس من الذهب والفضة وكان لهذا الصنف من الأعمال بديار مصر رواج عظيم وللناس في النحاس المكفت رغبة عظيمة أدركنا من هذا شيئًا لا يبلغ وصفه واصف لكثرته فلا تكاد دار تخلو بالقاهرة ومصر من عدّة قطع نحاس مكفت ولا بدّ أن يكون في شورة العروس دكة نحاس مكفت. والدكة: عبارة عن شيء شبه السرير يُعمل من خشب مطعم بالعاج والأبنوس أو من خشب مدهون وفوق الدكة دست طاسات من نحاس أصفر مكفت بالفضة وعدّة الدست سبع قطع بعضها أصغر من بعض تبلغ كبراها ما يسع نحو الأردب من القمح وطول الأكفات التي نقشت بظاهرها من الفضة نحو الثلث ذراع في عرض إصبعين ومثل ذلك دست أطباق عدّتها سبعة بعضها في جوف بعض ويُفتح أكبرها نحو الذراين وأكثر وغير ذلك من المناير ولاسرج وأحقاق الأشنان والطشت والأبريق والمبخرة فتبلغ قيمة الدكة من ذلك من النحاس المكفت زيادة على مائتي دينار ذهبًا وكانت العروس من بنات الأمراء أو لوزراء أو أعيان الكتاب أو أماثل التجار تجهز في شورتها عند بناء الزوج عليها سبع دكك دكة من فضة ودكة من كفت ودكة من نحاس أبيض ودكة منخشب مدهون ودكة من صيني ودكة من بلور ودكة كداهي: وهي آلات من ورق مدهون تحمل من الصين أدركنا منها في الدور شيئًا كثيرًا وقد عدم هذا الصنف ن مصر إلاّ شيئًا يسيرًا. حدثني القاضي الفاضل الرئيس تاج الدين أبو الفداء إسماعيل أ مد بن عبد الوهاب ابن الخطباء المخزوميّ رحمه الله قال: تزوّج القاضي علاء الدين بن عرب محتسب القاهرة بامرأة من بنات التجار تعرف بست العمائم فلما قارب البناء عليها والدخول بها حضر إليه في يوم وكيلها وأنا عنده فبلّغه سلامها عليه وأخبره أنها بعثت إليه بمائة ألف درهم فضة خالصة ليصلح بها لها ما عساه اختلّ من الدكة الفضة فأجابه إلى ما سال وأمره باحضار الفضة فاستدعى الخدم من الباب فدخلوا بالفضة في الحال وبالوقت أمر المحتسب بصناع الفضة وطلائها فاحضروا وشرعوا في إصلاح ما أرسلته ست العمائم من أواني الفضة وإعادة طلائها بالذهب فشاهدنا من ذلك منظرًا بديعًا. وأخبرني من شاهد جهاز بعض بنات السلطان حسن بن محمد بن قلاوون وقد حمل في القاهرة عندما زفت على بعض الأمراء في دولة الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون فكان شيئًا عظيمًا من جملته دكة من بلور تشتمل على عجائب منها زير من بلور قد نقش بظاهره صور ثابتة على شبه الوحوش والطيور وقدر هذا الزير ما يسع قربة ماء وقد قلّ استعمال الناس في زماننا هذا للنحاس المكفت وعزّ وجوده فإن قومًا لهم عدّة سنين قد تصدّوا لشراء ما يباع منه وتنحية الكفت عنه طلبًا للفائدة وبقي هذا السوق إلى يومنا هذا سوق الأقباعيين: بخط تحت الربع خارج باب زويلة مما يلي الشارع المسلوك فيه إلى قنطرة الخرق ما كان منه على يُمنة السالك إلى قنطرة الخرق فأنه جار في وقف الملك الظاهر بيبرس هو وما فوقه على المدرسة الظاهرية بخط بين القصرين وعلى أولاده. ولم يزل إلى يوم السبت خامس شهر رمضان سنة عشرين وثمانمائة فوقع الهدم فيه ليضاف إلى عمارة الملك المؤيد شيخ المجاورة لباب زويلة وما كان من هذا السوق على يسرة من سلك إلى القنطرة فإنه جار في وقف اقبغا عبد الواحد على مدرسته المجاورة للجامع الأزهر وبعضه وقف أمرأه تعرف بدنيا. سويقة السقطيين: هذا السوق خارج باب زويلة بجوار دار التفاح أنشأه الأمير اقبغا عبد الواحد وهو جار في وقفه. سويق خزانة البنود: هذه السويقة على باب درب راشد وتمتدّ إلى خزانة البنود وكانت تعرف أوّلًا بسويقة ريدان الصقلبي المنسوب إليه الريدانية خارج باب النصر. سويقة المسعودي: هذه السويقة من حقوق حارة زويلة بالقاهرة تنسب إلى الأمير صارم الدين قايماز المسعوديّ مملوك الملك المسعود أقسيس بن الملك الكامل. وولي المسعودي هذا ولاية القاهرة وكان ظالمًا غاشمًا جبارًا من أجل أنه كان في دار ابن فرقة التي من جملتها جامع ابن المغربي وبيت الوزير ابن أبي شاكر ثم إن فتح الدين بن معتصم الداودي التبريزي كاتب السر جدّدها في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة لأنه كان يسكن هناك. ومات المسعوديّ في يوم الأثنين النصف من ذي الحجة سنة أربع وستين وستمائة ضربه شخص في دار العدل بسكين كان يريد أن يقتل بها الأمير عز الدين الحلي نائب السلطنة فوقعت في فؤاد المسعوديّ فمات لوقته. سويقة طغلق: هذه السويقة على رأس الحارة الصالحية مما يلي الجامع الأزهر عُرفت بالأمير سيف الدين طغلق السلاح دار صاحب حمام طغلق التي بالقرب من الجامع الأزهر على باب درب المنصوري وصاحب دار طغلق التي عرفت اليوم بدار المنصوري في الدرب المكذور وأوّل ما عمرت هذه السويقة لم يكن فيها غير أربع حوانيت ثم عمرت عمارة كبيرة لمّا خربت سويقة الصالحية التي كانت مما يلي باب البرقية في حدود سنة ثمانين وسبعمائة ثم تلاشت من سنة ست وثمانمائة كما تلاشى غيرها من الأسواق وبقي فيها يسير جدًّا. سويقة الصوّاني: هذه السويقة خارج باب النصر وباب الفتوح بخط بستان ابن صيرم عرفت بالأمير علاء الدين أبي الحسن عليّ بن مسعود الصوّاني مشدّ الدواوين في أيام الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري وقيل بل قراجا الصوّاني أحد مقدّمي الحلقة في أيام الملك المنصور قلاوون وكان في حدود سنة إحدى وثمانين وستمائة موجودًا وكانت داره هناك وكان أيضًا في أيام الملك المنصور قلاون الأمير زين الدين أبو المعالي أحمد بن شرف الدين أبي المفاخر محمد الصوّاني شادّ الدواوين وكان يسكن بمدينة مصر والأمير علم الدين سنجر الصوّاني أحد الأمراء المقدّمين الألوف في أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون والملك المظفر بيبرس وهو صاحب البئر التي بالباطلية المعروفة ببئر الدرابزين وعز الدين أيبك الصوّاني. سويقة البلشون: هذه السويقة خارج باب الفتوح عُرفت بسابق الدين سنقر البلشون أحد مماليك السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وسلاح درايته وكانله أيضًا بستان بالمقس خارج القاهرة من جوار الدكة يعرف ببستان البلشون. سويقة اللفت: هذه السويقة كانت خارج باب النصر من ظاهر القاهرة حيث البئر التي فس شمال مصلى الأموات المعروف ببئر اللفت. تجاه دار ابن الحاجب كانت تشتمل على عدّة حوانيت يباع فيها اللفت والكرنب ويحمل منها إلى سائر أسواق القاهرة ويباع اليوم في بعض هذه الحوانيت الدريس لعلف الدواب. سويقة زاوية الخدّام: هذه السويقة خارج باب النصر بحريذ سويقة اللفت كان فيها عدّة حوانيت يباع فيها أنواع المآكل فلما كانت سن ست وثمانمائة خربت ولم يبق فيها سوى سويقة الرملة: هذه السويقة كانت فيما بين سويقة زاوية الخدّام وجامع آل ملك حيث مصلى الأموات التي هناك كان فيها عدّة حوانيت مملوءة بأصناف المآكل قد خرب سائرها ولم يبق لها أثر البتة. سويقة جامع آل ملك: أدركتها إلى سنة ست وثمانمائة وهي من الأسواق الكبار فيها غالب ما يُحتاج إليه من الأدام وقد خربت لخراب ما يجاورها. سويقة أبي ظهير: كانت تلي سويقة جامع آل ملك أدركتها عامرة. سويقة السنابطة: كانت هناك عرفت بقوم من أهل سنباط سكنوا بها أدركتها أيضًا عامرة. سويقة العرب: هذه السويقة كانت تتصل بالريدانية خربت في الغلاء الكائن في سنة ست وسبعين وسبعمائة وأدركت حوانيت هذه السويقة وهي خالية من السكان إلاَّ يسيرًا وعقودها من اللبن ويقال له وما وراء خراب الحسينية وكانت في غاية العمارة وكان بأوّلها مما يلي الحسينية فرن أدركته عامر إلى ما بعد سنة تسعين وسبعمائة بلغني أنه كان قبل ذلك في أعوام ستين وسبعمائة يخبز فيه كل يوم نحو سبعة آلاف رغيف لكثرة من حوله من السكان وتلك الأماكن اليوم لا ساكن فيها إلاّ اليوم ولا يسمع بها إلاّ الصدى. سويقى العزي: هذه السويقة خارج باب زويلة قريبًا من قلعة الجبل كانت من جملة المقابر التي خارج القاهرة فيما بين الباب الحديد والحارات وبركة الفيل وبين الجبل الذي عليه الآن قلعة الجبل فلما اختطت هذه الجهة كما تقدّم ذكره عند ذكر ظواهر القاهرة عُرفت هذه السويقة بالأمير عز الدين أيبك العزي نقيب الجيوش واستشهد على عكا عندما فتحها الأشرف خليل بن قلاوون في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة سنة تسعين وستمائة وهذه السويقة عامرة بعمارة ما حولها. سويقة العياطين: هذه السويقة بخط المقس بالقرب من باب البحر عُرفت بالفقير المعتقد مسعود بن محمد بن سالم العياط لسكنه بالقرب منها وله هناك مسجد بناه في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وأخبرني الشيخ المعمر حسان الدين حسن بن عمر الشهرزوريّ وكيل أبي رحمه الله: أن النشو ناظر الخاص في أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون طرح على أهل هذه السويقة عدّة أمطار عسل قصب وألزمهم في ثمن كل قنطار بعشرين درهمًا فوقفوا إلى السلطان وعيطوا حتى أعفاهم من ذلك فقيل لها من حينئذ سويقة العياطين ولفظة عياط عند أهل مصر بمعنى صيّاح والعياط الصيّاح وأصل ذلك في اللغة أن العطعطة تتباع الأصوات واختلافها في الحرب وهي أيضًا حكاية أصوات المجان إذا قالوا عيط محيط وذلك إذا غلبوا قومًا وقد عطعطوا أو عطعط بالذئب إذا قال له عاط عاط فحرّف عامّة مصر ذلك وجعلوا سويقة العراقيين: هذه السويقة بمدينة مصر الفسطاط وإنما عرفت بذلك لأن قريبًا الأزدريّ وزحافًا الطائيّ وكانا من الخوارج خرجا على زياد ابن أمية بالبصرة فاتهم زياد بهما جماعة من الأزد وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان يستأذنه في قتلهم فأمر بتغربهم عن أوطانهم فسيّرهم إلى مصر وأميرها مسلمة بن مخلد وذلك في سنة ثلاث وخمسين وكان عددهم نحوًا من مائتين وثلاثين فأُنزلوا بالظاهر أحد خطط مصر وكان إذ ذاك طرقًا أراد أن يسدّ بهم ذلك الموضع فنزلوا في الموضع المعروف بكوم سراج وكان فضاء فبنوا لهم مسجدًا واتخذوا سوقًا لأنفسهم فسمى سويقة العراقيين. العوايد التي كانت بقصبة القاهرة إعلم أن قصبة القاهرة ما برحت محترمة بحيث أنه كان في الدولة الفاطمية إذا قدم رسول متملّك الروم ينزل من باب الفتوح ويقبل الأرض وهو ماش إلى أن يصل إلى القصر وكذلك كان يفعل كل من غضب عليه الخليفة فإنه يخرج إلى باب الفتوح ويكشف رأسه ويستغيث بعفو أمير المؤمنين حتى يؤذن له بالمصير إلى القصر وكان لها عوايد منها: أن السلطان من ملوك بني أيوب ومن قام بعدهم من ملوك الترك لا بدّ إذا استقرّ في سلطنة ديار مصر أن يلبس خلعة السلطان بظاهر القاهرة ويدخل إليها راكبًا والوزير بين يديه على فرس وهو حامل عهد السلطان الذي كتبه له الخليفة بسلطنة مصر على رأسهم وقد أمسكه بيديه وجميع الأمراء ورجال العساكر مشاة بين يديه منذ يدخل إلى القاهرة من باب الفتوح أو من باب النصر إلى أن يخرج من باب زويلة. فإذا خرج السلطان من باب زويلة ركب حينئذ الأمراء وبقية العسكر. ومنها أنه لا يمرّ بقصبة القاهرة حمل تبن ولا حمل حطب ولا يسوق أحد فرسًا بها ولا يمرّ بها سقّاء إلاّ وراويته مغطاة. ومن رسم أرباب الحوانيت أن يعدّوا عند كل حانوت زيرًا مملوءًا بالماء مخافة أن يحدث الحريق في مكان فيطفأ بسرعة ويُلزم صاحب كل حانوت أن يعلق على حانوته قنديلًا طول الليل يُسرج إلى الصباح ويقام في القصبة قوم يكنسون الأزبال والأتربة ونحوها ويرشون كل يوم ويُجعل في القصبة طول الليل عدّة من الخفراء يطوفون بها لحراسة الحوانيت وغيرها ويتعاهد كل قليل بقطع ما عساه تربى من الأوساخ في الطرقات حتى لا تعلوا الشوارع. وأوّل من ركب بخلع الخليفة في القاهرة السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب. قال القاضي الفاضل في متجدّدات سنة سبع وستين وخمسمائة تاسع شهر رجب وصلت الخلع التي كانت نفذت إلى السلطان الملك العادل نور الدين محمد بن زنكي من الخليفة ببغداد وهي جبة سوداء وطوق ذهب فلبسها نور الدين محمد بن زنكي من الخليفة ببغداد وهي جبة سوداء وطوق ذهب فلبسها نور الدين بدمشق إظهارًا لشعارها وسيّرها إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ليلبسها وكان أنفذت له خلعة ذكر أنه استقصرها واستزراها واستصغرها دون قدره واستقرّ السلطان صلاح الدين بداره وباتت الخلع مع الواصل بها شاه ملك برأس الطابية فملا كان العاشر منه خرج قاضي القضاة والشهود والمقرئون والخطباء إلى خيمته واستقرّ المسير بالخلعة وهو من الأصحاب النجمية وزينت البلد ابتهاجًا بها وفيه ضربت النوب الثلاث بالباب الناصري على الرسم النوري في كل يوم فأما دمشق فالنوب المضروبة بها مس على رسم قديم لأن الأتابكية لها قواعد ورسوم مستقرّة بينهم في بلادهم. وفي حادي عشرة ركب السلطان بالخلع وشق بين القصرين والقاهرة ولما بلغ باب زويلة نزع الخلع وأعادها إلى داره ثم شمَّر للعب الأكرة ولم يزل الرسم كذلك في ملوك بني أيوب حتى أنقضت أيامهم وقام من بعدهم مماليكهم الأتراك فجروا في ذلك على عادة ملوك بني أيوب هولاكو الخليفة المستعصم بالله وهو آخر خلفاء بني العباس ببغداد وقدم على الملك الظاهر أبو العباس أحمد بن الخليفة الظاهر بالله بن الخليفة الناصر في شهر رجب سنة تسع وخمسين وستمائة فتلقاه وأكرمه وبايعه ولقبه بالخليفة المستنصر بالله وخطب باسمه على المنابر ونقش السكة باسمه فلما كان في يوم الإثنين الرابع من شعبان ركب السلطان إلى خيمة ضُربت له بالبستان الكبير من ظاهر القاهرة ولبس خلعة الخليفة وهي جبة سوداء وعمامة بنفسجية وطوق من ذهب وسيف بدّاويّ وجلس مجلسًا عامًا حضر فيه الخليفة والوزير القضاة والأمراء والشهود وصعد القاضي فخر الدين إبراهيم بن لقمان كاتب السرّ منبرًا نصب له وقرأ تقليد السلطان الذي عهد به إليه الخليفة وكان بخط ابن لقمان ومن إنشائه ثم ركب السلطان بالخلعة والطوق ودخل من باب النصر وشق القاهرة وقد زُينت له وحمل الوزير الصاحب بهاء الدين محمد بن عليّ بن حنا التقليد على رأسه قدّام السلطان والأمراء ومن دونهم مشاة بين يديه حتى خرج من باب زويلة إلى قلعة الجبل فكان يومًا مشهودًا. وقال المسبّحي في حوادث سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة نودي في السقائين أن يغطوا روايا الجمال والبغال لئلا تصيب ثياب الناس. وقال: في سنة ثلث وثمانين وثلاثمائة أمر العزيز بالله أمير المؤمنين بنصب أزيار الماء مملوءة ماء على الحوانيت ووفود المصابيح على الدور وفي الأسواق. وفي ثالث ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة أمر أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله الناس بأن يقدوا القناديل في سائر البلد على جميع الحوانيت وأبواب الدور والمحال والسك الشارعة. وغير الشارعة ففُعل ذلك ولازم الحاك بأمر الله الركوب في الليل وكان ينزل كل ليلة إلى موضع موضع وإلى شارع شارع وإلى زقاق زقاق وكان قد ألزم الناس بالوقيد فتناظر وافية واستكثروا منه في الشوارع والأزقة وزينت القياسر والأسواق بأنواع الزينة وصار الناس في القاهرة ومصر طول الليل في بيع وشراء وأكثروا أيضا من وقود الشموع العظيمة وأنفقوا في ذلك أموالًا عظيمة جللة لأجل التلاهي وتبسطوا في المآكل والمشارب وسماع الأغاني ومنع الحاكم الرجال المشاة بين يديه من المشي بقربة وزجرهم وانتهرهم وقال: لا تمنعوا أحدًا مني فأحدق الناس به وأكثروا من الدعاء له وزينت الصاغة وخرج سائر الناس بالليل للتفرّج وغلب الناس الرجال على الخروج بالليل وعظم الازدحام في الشوارع والطرقات وأظهر الناس اللهو والغناء وشرب المسكرات في الحوانيت وبالشوارع من أوّل المحرّم سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وكان معظم ذلك من ليلة الأربعاء تاسع عشرة إلى ليلة الإثنين رابع عشرية فلما تزايد الأمر وشنع أمر الحاكم بأمر الله أن لا تخرج امرأة من العشاء ومتى ظهرت امرأة بعد العشاء نُكّل بها ثم منع الناس من الجلوس في الحوانيت فامتنعوا ولم يزل الحاكم على الركوب في الليل إلى آخر شهر رجب ثم نودي في شهر رجب سنة خمس وتسعين وثلاثمائة أن لايخرج أحد بعد عشاء الآخرة ولا يظهر لبيع ولا شراء فامتنع الناس. وفي سنة خمس وأربعمائة تزايد في المحرّم منها وقوع النار في البلد وكثر الحريق في عدّة أماكن فأمر الحاكم بأمر الناس باتخاذ القناديل على الحوانيت وأزيار الماء مملوءة ماء وبطرح السقائف التي على أبواب الحوانيت والرواشن التي تُظِلُّ الباعة فأزيل جميع ذلكمن مصر والقاهرة. ظواهر القاهرة المعزية اعلم أن القاهرة المعزية يحصرها أربع جهات وهي: الجهة الشرقية والجهة الغربية والجهة الشمالية التي تسمها أهل مصر البحرية والجهة الجنوبية التي تعرف في أرض مصر بالقبلية. فأما الجهة الشرقية فإنها من سور القاهرة التي فيه الآن باب البرقية والباب الجديد والباب المحروق وتنتهي هذه الجهة إلى الجبل المعطم. وأما الجهة الغربية فإنها من سور القاهرة الذي فيه باب القنطرة وباب الخوخة وباب سعادة وتنتهي هذه الجهة إلى شاطيء النيل. وأما الجهة القبلية فإنها من سور القاهرة الذي فيه باب زويلة وتنتهي هذه الجهة إلى حدّ مدينة مصر. وأما الجهة البحرية فإنها من سور القاهرة الذي فيه باب النصر وباب الفتوح وتنتهي هذه الجهة إلى بركة الجب التي تعرف اليوم ببكرة الحاج وقد كانت هذه الجهة الشرقية عندما وضعت القاهرة فضاء فيما بين السور وبين الجبل لابنيان فيه البتة وما زال على هذا إلى أن كانت الدولة التركية فقيل لهذا الفضاء الميدان الأسود وميدان القبق وسيد ذكر هذا الميدان إن شاء الله تعالى. فلما كانت سلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون عمل هذه الميدان مقبرة لأموات المسلمين وبنيت فيه الترب الموجودة الآن كما ذكر عند ذكر المقابر من هذا الكتاب وكانت الجهة الغربية تنقسم قسمين أحدهما برّ الخليج الشرقيّ والآخر برّ الخليج الغربيّ فأما برّ الخليج الشرقي فكان عليه بستان الأمير أبي بكر محمد بن طفج الأخشيد وميدانه وعرف هذا السبتان بالكافوري فلما اختط القائد جوهر القاهرة أدخل هذا البستان في سور القاهرة وجعل بجانبه الميدان الذي يُعرف اليوم بالخرشتف فصارت القاهرة تشرف من غربيها على الخليج وبنيت على هذا الخليج مناظر وهي: منظرة اللؤلؤة ومنظرة دار الذهب ومنظرة عزالة كما ذكر عند ذكر المناظر من هذا الكتاب. وكان فيما بين البستان الكافوري والمناظر المذكورة وبين الخليج شارع تجلس فيه عامة الناس للتفرّج على الخليج وما وراءه من البساتين والبرك ويُقال لهذا الشارع اليوم بين السورين ويتصل بالبستان الكافوري وميدان الأخشيد بركة الفيل وبركة قارون ويُشرف على بركة قارون الدور التي كانت متصلة بالعسكر ظاهر مدينة فسطاط مصر كما ذكر في موضعه من هذا الكتاب عند ذكر البرك وعند ذكر العسكر. وأما برّ الخليج الغربيّ فإن أوّله الآن من موردة الخلفاء فيما بين خط الجامع الجديد خارج مصر وبين منشأة المهرانيّ وآخره أرض التاج والخمس وجوه وما بعدها من بحريّ القاهرة وكان أوّل هذا الخيج عند وضع القاهرة بجان خط السبع سقايات وكان ما بين خط السبع سقايات وبين المعاريج بمدينة مصر غامرًا بماء النيل كما ذكر في ساحل مصر من هذا الكتاب وكانت القنطرة التي يفتح سدّها عند وفاء النيل ست عشرة ذراعًا خلف السبع سقايات كما ذكر عند ذكر القناطر من هذا الكتاب ويُعرف موضع اليوم بالمريس ويتصل ببستان منظرة السكرة جنان الزهري وهي من خط قناطر السباع الموجودة الآن بحذاء خط السبع سقايات إلى أراضي اللوق ويتصل بالزهري عدّة بساتين إلى المقس وقد صار موضع الزهري وما كن بجواره على برّ الخليج من البساتين يُعرف بالحكورة من أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى وقتنا هذا كما ذكر عند ذكر الأحكار من هذا الكتاب. وكان الزهريذ وما بجواره من البساتين التي على برّ الخليج الغربي والمقس كل ذلك مطلذ على النيل وليس لبرّ الخليج الغربيّ كبير عرض وإنما يمرّ النيل في غربيّ البساتين على الموضع الذي يُعرف اليوم باللوق إلى المقس فيصير المقس هو ساحل القاهرة وتنتهي المراكب إلى موضع جامع المقس الذي يُعرف اليوم بجامع المقسي فكان ما بين الجامع المذكور ومنية عقبة التي ببرّ الجيزة بحر النيل ولم يزل الأمر على ذلك إلى ما بعد سنة سبعمائة. إلا أنه كان قد انحسر ماء النيل بعد الخمسمائة من سني الهجرة عن أرض بالقرب من الزهريّ وانحسر أيضًا عن أرض تجاه البعل الذي في بحري القاهرة عُرفت هذه الأرض بجزيرة الفيل وما برح ماء النيل ينحسر عن شيء بعد شيء إلى ما بعد سنة سبعمائة فبقيت عدّة رمال فيما بين منشأة المهرانيّ وبين جزيرة الفيل وفيما بين المقس وساحل النيل عمر الناس فيها الأملاك والمناظر والبساتين من بعد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وحفر الملك الناصر محمد بن قلاوون فيها الخليج المعروف اليوم بالخليج الناصريّ فصار برّ الخليج الغربيّ بعد ذلك أضعاف ما كان أوّلًا من أجل انطراد ماء النيل عن برّ مصر الشرقيّ وعرف هذا البرّ اليوم بعدّة مواضع وهي في الجملة خط منشأة المهرانيّ وخط المريس وخط منشأة الكتبة وخط قناطر السباع وخط ميدان السلطان وخط البركة الناصرية وخط الحكورة وخط الجامع الطبرسي وربع بكتمر وزريبة السلطان وخط باب اللوق وقنطرة الخرق وخط بستان العدّة وخط زريبة قوصون وخط حكر ابن الأثير وفم الخور وخط الخليج الناصري وخط بولاق وخط جزيرة الفيل وخط الدكة وخط المقس وخط بركة قرموط وخط أرض الطبالة وخط الجرف وأرض البعل وكوم الريش وميدان القمح وخط باب القنطرة وخط باب الشعرية وخط باب البحر وغير ذلك. وسيتي من ذكر هذه المواضع ما يكفي ويشفي إن شاء الله تعالى. وكان جهة القاهرة القبلية من ظاهرها ليس فيها سوى بركة الفيل وبركة قارون وهي فضاء يَرى من خرج من باب زويلة عن يمينه الخليج وموردة السقائين وكانت تجاه باب الفتوح ويرى عن يساره الجبل ويرى تجاهه قطائع ابن طولون التي تتصل بالعسكر ويرى جامع ابن طولون وساحل الحمراء الذي يشرف عليه جنان الزهريّ ويرى بركة الفيل التي كان يشرف عليها الشرف الذي فوقه قبة الهواء ويُعرف اليوم هذا الشرف بقلعة الجبل وكان من خرج من مصلى العيد بظاهر مصر يرى بركتي الفيل وقارون والنيل. فلما كانت أيام الخليفة الحاكم بأمر الله أبي علي منصور بن العزيز بالله أبي منصور نزار بن الإمام المعز لدين الله أبي تميم معدّ عمل خارج باب زويلة بابًا عُرف بالباب الجديد واختط خارج باب زويلة عدّة من أصحاب السلطان فاختطت المصامدة حارة المصامدة واختطت اليانسية والمنجبية وغيرهما كما ذكر في موضعه من هذا الكتاب فلما كانت الشدّة العظمة في خلافة المستنصر بالله اختلت أحوال مصر وخربت خرابًا شنيعًا ثم عمر خارج باب زويلة في أيام الخليفة الآمر بأحكام الله ووزارة المأمون محمد بن فاتك بن البطائحيّ بعد سنة خمسمائة فلما زالت الدولة الفاطمية هدم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب حارة المنصورة التي كانت سكن العبيد خارج باب زويلة وعملها بستانًا. فصار ما خرج عن باب زويلة بساتين إلى المشهد النفيسيّ وبجانب البساتين طريق يسلك منها إلى قلعة الجبل التي أنشأها السلطان صلاح الدين المذكور على يد الأمير بهاء الدين قراقوش الأسديّ وصار من يقف على باب جامع ابن طولون يرى باب زويلة ثم حدثت العمائر التي هي الآن خارج باب زويلة بعد سنة سبعمائة وصار خارج باب زويلة الآن ثلاثة شوارع أحدها ذات اليمين والآخر ذات الشمال والشارع الثالث تجاه من خرج من باب زويلة وهذه الشوارع الثلاثة تشتمل على عدّة أخطاط. فأما ذات اليمين فإن من خرج من باب زويلة الآن يجد عن يمينه شارعًا سالكًا ينتهي به في العرض إلى الخليج حيث القنطرة التي تعرف بقنطرة الخرق وينتهي به في الطول من باب زويلة إلى خط الجامع الطولوني وجميع ما في هذا الطول والعرض من الأماكن كان بساتين إلى ما بعد السبعمائة. وفي هذه الجهة اليمنى خط دار التفاح وسوق السقطيين وخط تحت الربع وخط القشاشين وخط قنطرة الخرق وخط شق الثعبان وخط قنطرة آقسنقر وخط الحبانية وبركة الفيل وخط قبو الكرمانيّ وخط قنطرة طقزدمر والمسجد المعلق وخط قنطرة عمرشاه وخط قناطر السباع وخط الجسر الأعظم وخط الكبش والجامع الطولوني وخط الصليبة وخط الشارع وما هناك من الحارات التي ذكرت عند ذكر الحارات من هذه الكتاب.
|